بحث

السبت، 4 أكتوبر 2014

وانطفأت الكلمات ..

كان لقاؤنا بعد الغياب صدفة ًوصدمة ، تلعثمت الكلمات وحارت الجمل ، بأيها أعتذر وبأيها أبرر ، اختصرتها في كلمتين أمام الجميع ، وكنتِ أنتِ من فهمها حقا …

كيف لا وأنتِ مينائي الأول  ، وجهك كان يعني لي بريق الطموح ، وكلماتك­ – مع قلتها- كانت تفتح أمامي أفق الحياة ، وتُشعرني  بأن لي طريقة مميزة وبصمة تمثلني..

ويوم عُدت تفتقَ الجرح وصار مُحرقا ، وقد كنت أطببه بما استطعت من مسكنات الحياة ، أتجاهله تماما وأتصرف  كأنه  شيء لم يكن ، ولكني حين رأيتك تكشفت نفسي عن حقيقتها ، وتبدى لي عظم الموقف وحجم المصاب ، أنا التي أركن بذاتي بعيدا ، أضعها هناك على هامش الحياة ، لأفسح الطريق لمن يستحقه…

وحينما طلبت لقائي ثانية  تملكني الخوف بأن أكون كما لا تريدين ، فقد كانت تلك المرة الأولى التي أتخلى فيها عن ابتسامتي حين ألقاك …

وقبل أن أراك كانت دموعي تنهمر ، لم أستطع السيطرة عليها ، لم أعلم بأي كلمة سأبدأ ، وماذا سأقول ، شعرت بالكلام شيئا مموها ، شيئا لا أستطيع إدراكه ، هكذا أنا في رمال متحركة غاصت القدم وتعثر الخطو…

رأيتك كمن يتحسس طريقه في الظلام ليبحث عن خيط يمسك به ، كلماتي تصدر عن فوضى المشاعر بلا ترتيب وبلا توافق ، لست أدري ما الانطباع الذي تركته خلفي ، ما أدركه الآن هو أني أظهرت أشياء وأخفيت أخرى ، ولم يكن ذلك عن عمد ، فقد كنت مستعدة تماما لأسلمك نفسي وأفكاري وأحزاني ، ولكن هكذا كان مسار الكلمات ، تقيد اندفاعها بالوقت والمكان فانطفأت من جديد ..

وحينما تكلمتِ رأيتك وأنت تطرقين الأبواب وتبحثين ، لم أساعدك كثيرا في فتحها ، لم أستطع ذلك ، فقد تركتها مغلقة زمنا ..

وعندما ودعتك ، تسآءلت في نفسي أينا أكثر حيرة الآن؟ أنا التي تاهت خطاها في غفلة من الزمن ؟ أم أنت التي أعياك الوصول لعلتي ؟

ومهما يكن ، فنحن لا نبقى على حال واحدة ، كلنا يتغير …

افترقنا ولم نتفق على شيء ، سوى أننا نحفظ لبعضنا رصيدا من الذكريات الحلوة ، تملكتني حينها القناعة التي تقول : إن لم تساعد نفسك ، لن يساعدك أحد …

ممتنة جدا لروحك الكريمة تلك التي تعطي بإخلاص وتبذل بإغداق ، شكرا وأرجو ألا أسبب ألما ، وأن أكون حقا كما عرفتني دائما ..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More